الجّرح اللّي بالسّما
صورة "إيد مجرّه" بكاميرة خالد طالب، منشاله من موقع www.annahar.com |
بقلم عادل، عتويتر: @ahahmw
-----------------------------------
أنا، يا بو حميد، بنصّ كل ليله صافيه، بِتمَردَح ع سْطَيحِةْ بيتي، وبجرّب استغل هل كم دقيقةْ قَطعةْ كهربا، لأحضر شروق ايد المجرّة* سَحبه وِحده سريعة، كإنّا عم ترمي عليي السلام، أو كإنا عم تفتحلي إيدا لتعزمني.
بتعرف، بحسّا بتشبه جرح مفتوح ببطن الكون، بتنضفو نِتف الغيوم القطنيه وبتجّرب الشُهب الملوّنه تخيطو من كل ميله.
انت بتعرف محمود صاحب البنايه الطويله اللي بالحي، إيييييه، پروجكتيراتو بتنفّر المجرّة كلّا، وهو مسلّط تلاته لفوق كإنو قاصد يضوّي مركزا، جرّبت خبرو أكتر من مرّة: " مركز المجرّة فِخت أسود** بيُزلُط الأُضُوْية!" بس أف شو بَصِلتو محروقة وعنيد! أنا شايفلك حتمية انو تصير ضيعتنا مدينه حتتحقق بـ(لا)فضل أمتالو.
بسيطة عكل حال، بالنهايه عمر لحظةْ الشروق القصير بيعني انو قيمتو ما بتخلص، وأنا يا أحمد مدمن، مهووس، لدرجةْ انّي حاسب الإيد-الجرح شخص خَرجْ يتصاحب!
وبالصيف لمّا بتريّح البلديّه موتيرات الإشتراك، بتنعّم أنا بجرح مجرّة طازة كل ليله، تِكت سنما سماويه، وبوشار نجوم ونيازك، ومشروب عطعمة المادّه السودا***، كلّو بلا ما ادفع ولا نگلة، وهو سمالله برميل نبيت ما بيفنا. ومِنطُق حنك، عن تغييري البشري المستعجل، عن تغييرو السماوي البطيء، عن حياتي القصيره، عن حياتو الطويله، ولو تعرف قديش بتضحك نجومو من تلسكوپّي الضيّق للأمور وقديش بستغرب انو بخصصلي وقت ليسهر معي، بتقول من طول حياتو ميّت زهق!
رِيتَك بتعرف محلّو بقلبي، كنت فهمت وتلقّحت حدّي، هيدا المرسوم بالسما عم يلمع ويضوّي ويتلوّن كرمالي.. هيك كنت فكّر، بعدين وْعيت وعرفت انو بيلمع، قبلي ومعي وبعدي، بس طلّع وبس أُضوي، لما بتدفشني عتمة كل شي تاني لعندو، وبعد ما يفونسني ضَوّو الخفيف وقت كتّر بَحْلَقة في.
مع هيك ما دشّرتو لإني فهمت انو تنزيهو عن أوهامي أكمل إلو، وكفّيت -أنا وواثق انو باقي بحياتي- تفتيش عنّو بالسّما، إذا ما لقيتو استأجرت تلسكوپ أجدد يِعكشو، إذا دلّت خريطةْ الأفلاك انو الليله مشرّف أرض تانيه، حملت كلاكيشي وقصدتا، ع الجرود إذا ضجت المدن بالضو، أو ع شي تلّه شاقله حالا لتخطف منّو بوسه، وبكل مرّة بلاقيه -بعد ما وعيت- بتتوجع روحي وبتوشوشو: أف مَحلى شوفتك، الذنب مش إلك، الذنب بطبيعتي!
كرمال هيك، إذا ضيّعتني مرّة تانيه بليله ورفعت راسك وشفت قمر أو عاصفه أو تلوث من الضو، صرت تعرف وين ما تلاقيني، وإذا شَنّصت معك ولقيتني، حلّفتك بـِ الله، أُصْحَك تقطع صلاتي لغباير النجوم!
*galactic arm
**black hole
***black matter
Comments
Post a Comment